على مرّ القرون، ظل الأزهر الشريف حصنًا منيعًا للهوية الإسلامية، ومؤسسة وطنية عريقة تجاوز دورها حدود التعليم الديني إلى صناعة الوعي، وترسيخ قيم الوسطية، وتعزيز الانتماء الوطني.

لم يكن الأزهر مجرد منبر للعلم، بل كان دائمًا صوتًا للعقل والاعتدال في مواجهة التطرف والانحراف، وملاذًا لكل من أراد أن يتعلم الإسلام كما نزل، بلا غلوّ ولا إفراط.

لقد صدّر الأزهر للعالم أجيالًا من العلماء والدعاة والمفكرين الذين حملوا رسالة الإسلام الحقيقي إلى مشارق الأرض ومغاربها، وساهموا في تصحيح الصور المغلوطة، وتعزيز قيم التعايش والسلم المجتمعي.

وفي محطات فارقة من تاريخ الوطن، كان الأزهر حارسًا للهوية، وشريكًا في معارك الاستقلال والتحرر، وصوتًا قويًا في وجه الاحتلال والاستعمار، ولا يزال حتى اليوم يمثل أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر في محيطها العربي والإسلامي والدولي.

إنّ دعم الأزهر والحفاظ على مكانته، ليس فقط مسؤولية الدولة، بل واجب وطني وديني على كل مصري غيور على بلده ودينه.

دكتور هيثم عمران

أستاذ القانون والتنظيم الدولي – جامعة قناة السويس