يواصل قمح “عرابي” المقاوم للجفاف تحقيق نجاحات لافتة، ليصبح الخيار الأول لمزارعى الأراضى الصحراوية والمناطق التى تعانى من ملوحة المياه وندرتها.
هذا الصنف المصرى، الذى ابتكره الدكتور سعيد سليمان أستاذ علم الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق وصاحب براءة اختراع هذه الأصناف، نجح خلال السنوات الأخيرة فى تغيير خريطة زراعة القمح، خاصة فى مناطق مثل أراضى الصحراوى، أبابيس، الصالحية، حيث الظروف القاسية كانت تمنع زراعة القمح سابقًا.
هنا فى محطة الزنكلون الزراعية التابعة لوزارة الموارد المائية والرى، تم زراعة أصناف قمح عرابى فى إطار بروتوكول تعاون مع المحطة، وبفضل تقنياتها المتقدمة فى قياس كميات المياه المستهلكة بدقة، وفرت بيئة مثالية لاختبار قدرة هذه الأصناف على مواجهة ظروف الزراعة الصعبة، ومنذ عام 2008، يتم زراعة القمح بها، رغم أن الأرض لم يُضاف لها سماد عضوى منذ أكثر من 30 عامًا، ما يعكس قوة هذه الأصناف وقدرتها على الإنتاج فى الأراضى الفقيرة.
الدكتور سعيد سليمان أوضح أنه إشراف طوال خمسة اشهر على زراعة الأصناف المزروعة شملت عرابى 52، عرابى 56، وعرابى 73، والتى تنتج 18 أردبًا للفدان، مع ميزة إضافية كونها مبكرة النضج، مما يوفر رية كاملة تعادل نحو 200 متر مكعب ماء لكل فدان.
وأضاف أنه أيضا يوجد حقق صنف عرابى 1881 إنتاجية قياسية وصلت إلى 20 أردبًا للفدان خلال دورة زراعية قصيرة لا تتجاوز 145 يومًا فقط، مما يمنح المزارع مرونة أكبر فى إدارة المياه والموارد.
وأشار إلى أن تتميز جميع أصناف قمح عرابى بقدرتها الفائقة على مقاومة الجفاف والملوحة حتى 9000 جزء فى المليون، بجانب مقاومتها لأخطر أمراض القمح مثل الصدأ، ما يجعلها مثالية للتوسع فى الزراعة الصحراوية، حيث ندرة المياه وارتفاع نسبة الملوحة يمثلان التحدى الأكبر. هذه الصفات جعلت قمح عرابى الخيار الأنسب للمستقبل، ليس فقط فى مصر، بل أيضًا فى العديد من الدول التى تسعى لتحقيق الأمن الغذائى وسط التغيرات المناخية الحالية.
وتابع أن قمح عرابى فرصة ذهبية لمصر لتقليل فجوة استيراد القمح، وإذا نجحت الدولة فى التوسع بزراعة أصناف عرابى فى مليون فدان فقط، بإنتاجية تصل إلى 20 أردبًا للفدان، ستحقق اكتفاءً ذاتيًا جزئيًا، وتوفر ملايين الأمتار المكعبة من المياه.
Source link
تم رصد هذا الخبر من موقع اليوم السابع