أبو الغيط: تعزيز التكامل العربى ضرورة حتمية وليس مجرد خيار أو ترف

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة، التي انطلقت اليوم في العاصمة العراقية بغداد، أن العالم يمر بمرحلة اضطراب اقتصادى غير مسبوقة، ما يجعل من تعزيز التكامل العربي ضرورة حتمية، وليس مجرد خيار أو ترف.

وهنأ أبو الغيط العراق على توليه رئاسة الدورة الحالية للقمة، معربًا عن تمنياته بالنجاح في قيادة العمل العربي التنموي خلال السنوات الأربع المقبلة، كما توجه بالشكر للجمهورية اللبنانية على إدارتها للدورة السابقة. وأوضح أن التطورات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وعودة النزعات الحمائية، تستوجب من الدول العربية التكاتف ومواجهة التحديات برؤية جماعية واستراتيجيات مشتركة.

واستعرض الأمين العام خلال كلمته أبرز القضايا المدرجة على جدول أعمال القمة، وعلى رأسها ملف الأمن الغذائي العربي، مؤكدًا أن الأزمة العالمية الأخيرة أظهرت بوضوح هشاشة المنظومات الغذائية، وداعيًا إلى تبني استراتيجية عربية شاملة لمعالجة هذا الملف الحيوي. كما أشار إلى المبادرة العراقية المتعلقة بتحقيق الأمن الغذائي في مجال الحبوب، معتبراً إياها خطوة مهمة نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي العربي.

وتحدث أبو الغيط عن مقترح العراق بإنشاء مجلس وزاري عربي متخصص في شؤون التجارة، يضم وزراء التجارة في الدول الأعضاء، بهدف تنسيق المواقف ومواجهة التداعيات المحتملة للحروب التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، بما في ذلك آثارها على سلاسل الإمداد الغذائي والطاقة في المنطقة.

كما ثمّن المبادرة التي قدمها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حول تنمية الاقتصاد الأزرق كوسيلة مبتكرة لمعالجة تحديات الغذاء والطاقة، مشيرًا إلى أهمية استغلال الموارد البحرية في الدول العربية بشكل مستدام وفعّال.

وأعلن أبو الغيط عن إطلاقه مبادرة عربية للذكاء الاصطناعي تحت شعار “نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة”، تهدف إلى تحفيز البحث العلمي والتطوير في التقنيات الحديثة، وتقليص الفجوة التكنولوجية بين العالم العربي والدول المتقدمة.

وفي ختام كلمته، شدد الأمين العام على أن الأمن القومي العربي لا يتحقق إلا بتكامل عناصر متعددة تشمل الغذاء، والتعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والأمن السيبراني، والمجتمعي. ودعا إلى تمكين الجامعة العربية وأجهزتها المتخصصة للقيام بدور أكبر في دعم التنمية في المنطقة، مؤكداً أن الموارد والخطط موجودة، ولكن الإرادة الجماعية والعزم المشترك هما ما يصنعان الفارق.

كما لفت إلى أهمية استثمار الطاقات الشبابية في العالم العربي، باعتبار المجتمعات العربية من بين الأكثر شباباً في العالم، محذرًا من تحول هذه الفرصة إلى عبء إذا لم تُواكب بتعليم عصري وبرامج تدريب نوعية. وختم بالتأكيد على أن المنطقة تمر بلحظة فارقة، تشهد فيها فلسطين عدواناً وحشياً، ودولاً عربية أخرى تهديدات وجودية، ما يستدعي تضافر الجهود لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، والانتصار لقيم الأمل والنماء في مواجهة اليأس والظلام.



Source link
تم رصد هذا الخبر من موقع اليوم السابع

اشتراك

لو بتدور على مناقصة أو مزاد معين تقدر تتواصل معانا وهنعملك تقرير يتم إرساله يوميا على الواتساب الخاص بكم في المجال الـ أنت مهتم بيه سواء في الصحف الورقية أو بوابة التعاقدات الحكومية للتواصل: 01091776061