أمين الفتوى لقناة الناس: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر

حذر الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من خطورة التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم أو دون تخصص، مؤكداً أن هذه الظاهرة تمثل تعديًا خطيرًا على حق الله وحق العلم، وتُعد كبيرة من الكبائر التي حذر منها الله عز وجل في كتابه الكريم.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس،  أن الله تعالى قال في محكم التنزيل: “ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون”، مشيراً إلى أن من يقول هذا حلال وهذا حرام من تلقاء نفسه، دون دراسة أو تأهل شرعي، فإنما يفتري الكذب على الله عز وجل، وهو أمر شديد العقوبة.

وأكد أن الفتوى ليست مجالًا للاجتهاد الشخصي غير المبني على علم، مشددًا على ضرورة الرجوع إلى أهل العلم والتخصص، كما قال الله تعالى: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”، مشيرًا إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم – رغم ملازمتهم للنبي صلى الله عليه وسلم – كانوا يتورعون عن الفتوى، ويردّون السائلين إلى من يرونه أعلم منهم.

وسرد  مثالًا على ذلك من قول الصحابي الجليل البراء بن عازب، الذي قال: “أدركت 300 من الصحابة ممن شهدوا بدرًا، كلما سُئل أحدهم سؤلاً، قال: اذهب إلى فلان”، مشيرا إلى أن ذلك يدل على عِظَمِ مقام الفتوى، وأنها ليست مجرد معلومات تُقال، بل علم له أصول وضوابط ومسؤولية أمام الله والناس.

وأكد على أن على المسلم أن يكون حذرًا في أمر الدين، وألا يتلقى فتواه إلا من أهل التخصص، حفاظًا على دينه وأمانته، ناصحا بعدم الانجرار وراء من يطلقون الأحكام بغير علم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فالدين أمانة لا يحق لكل أحد أن يتكلم فيه دون علم.

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من الضروري التفريق بين كلمة “الدين” وكلمة “التدين”، مشيرًا إلى أن هذا الفرق يوضح كثيرًا من المفاهيم المغلوطة التي يقع فيها الناس عند الحكم على الآخرين أو فهم الأحكام الشرعية.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الدين هو مجموعة الأوامر والنواهي التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على ألسنة الأنبياء والرسل، وتشمل العقائد والشرائع والسلوك، بينما التدين هو التطبيق العملي والفردي لهذه الأوامر والنواهي، وقد تختلف صورته من شخص لآخر حسب التزامه وفهمه وسلوكه.

وأضاف أن العقائد تشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهي أمور وردت صريحة في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون”.
أما الشرائع فهي العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج، والمعاملات، والأحوال الشخصية كالزواج والطلاق، وكلها تشكل الإطار العملي للدين.

وأشار إلى أن هذه الأركان قد جمعت في حديث جبريل المشهور، حين سأل النبي ﷺ عن الإيمان، الإسلام، والإحسان، وبيّن النبي ﷺ أن هذه الأمور الثلاثة هي جوهر الدين الذي جاء به الإسلام، مؤكدًا أن الدين ليس سلوك الأفراد فقط، بل هو منظومة متكاملة من العقيدة والعبادة والأخلاق.

وتابع: “التصرفات الفردية لا تمثل الدين في ذاته، لذلك يجب أن نميز بين ما هو وحي إلهي ملزم، وبين ما هو اجتهاد بشري قابل للصواب والخطأ، الدين من عند الله.. أما التدين فهو من تصرفات البشر”.



Source link
تم الرصد من موقع اليوم السابع

اشتراك

لو بتدور على مناقصة أو مزاد معين تقدر تتواصل معانا وهنعملك تقرير يتم إرساله يوميا على الواتساب الخاص بكم في المجال الـ أنت مهتم بيه سواء في الصحف الورقية أو بوابة التعاقدات الحكومية للتواصل: 01091776061