الجلسة العلمية الأولى لمنتدى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثاني للوافدين بمكتبة الإسكندرية تناقش: «مصر دُرَّةُ الزمان وعبقريةُ المكان»
برعايةٍ كريمةٍ من معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف وحضور الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عقدت لجنة “المستجدات وتفكيك الفكر المتطرف” أولى جلساتها العلمية بمكتبة الإسكندرية، على هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بعنوان: «مصر دُرَّةُ الزمان وعبقريّةُ المكان». قدَّم الجلسة وحاضر فيها اللواء أركان حرب حمدي لبيب، الخبير الاستراتيجي، متناولًا خصوصية مصر الدينية والحضارية، ودورها التاريخي في حماية الدين والوطن ومواجهة الفكر المتطرف.
محاور اللقاء
أولًا: مصر في النصوص الشرعية وذاكرة الأمّة
أكّد اللواء حمدي لبيب مكانةَ مصر في القرآن الكريم والسنة النبوية، مستشهدًا بقول الله تعالى: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (يوسف: 99) دلالةً على ما حباها الله من أمنٍ وأمان، وبقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا} (يونس: 87) في إشارةٍ إلى أن أرض مصر كانت مَأوًى للأنبياء والصالحين. كما أشار إلى ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوصية بأهلها خيرًا، «فإن لهم ذمّةً ورَحِمًا»، وإلى مرور السيدة مريم وابنها عيسى عليهما السلام بأرضها المباركة.
ثانيًا: دور مصر التاريخي والمعاصر في حماية الإسلام ومواجهة التطرّف
بيَّن المتحدِّث أن الأزهر الشريف، عبر أكثر من ألف عام، ظلّ منارةً للعلم والوسطية، يُخرِّج العلماء المعتدلين وينقض أفكار الغلو والتكفير.
كما نوّه إلى تكامل الأدوار بين المؤسّسات الدينيّة والأمنيّة والثقافيّة في مصر لمكافحة التطرّف عبر التعليم، والبرامج التوعويّة، والعمل الميداني في المدارس والجامعات والقرى؛ بما يسهم في تجفيف منابع الفكر المنحرف.
ثالثًا: سمات الشخصية المصرية وحصانتها ضد الغلو
أوضح أن المصريين متديّنون بطبعهم، لكن تدينهم يتّسم بالاعتدال والسماحة بعيدًا عن الغلو أو التشدد.
ومن خصائص الشخصية المصرية: الميل إلى التسامح، ونبذ العنف، والالتفاف حول الدولة عند الملمات.
كما أن حبّ الوطن والانتماء العميق يجعل المصريين يقفون صفًّا واحدًا في وجه كل من يحاول العبث بأمن بلادهم أو تمزيق وحدتهم.
مسؤولية المواطنين في مواجهة الفكر المتطرف
حدَّد اللواء حمدي لبيب عددًا من الواجبات الوطنية والمجتمعية لمجابهة التطرّف الفكري:
• نشر الوعي الصحيح بين الشباب عبر التعليم، والثقافة، وخطابٍ دينيٍّ رصين.
• التمسّك بالوسطية والاعتدال ورفض كل دعوة للعنف أو الكراهية باسم الدين.
• الاصطفاف خلف القيادة الوطنية ومؤسسات الدولة ودعم كل جهد يحفظ أمن الوطن ووحدته.
نداء إلى الشباب
وتوجَّه المتحدِّث بنداء مؤثّر قال فيه: يا أبناء مصر، يا شبابها، أنتم الأمل والدرع الحصين؛ كونوا في طليعة من يحافظون على هذا البلد العظيم، واعلموا أن حبّ الوطن من الإيمان، وأن مصر باقيةٌ قويةٌ بأبنائها المخلصين.
وختم بالدعاء: بارك الله فيكم، وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها، وردَّ عنها كيد الكائدين وشرَّ المتطرّفين.
Source