بترضى الناس على حساب نفسك طول الوقت.. اعرف الأسباب النفسية

يعانى الكثيرون من محاولة إرضاء من حولهم حتى ولو على حساب أنفسهم، سواء بالظهور بمظهر محدد أو القيام بتصرفات معينة قد لا تكون مرضية بالنسبة للشخص نفسه، فقط حتى يكون بالصورة التى يرغب الآخرين فى رؤيته عليها.

ووفقا لمقال نشرته صحيفة الجارديان، لـ”مويا سارنر”، وهى معالجة نفسية حول تجربتها الشخصية لاكتشاف نفسها، أنها أدركت بعد سنوات من محاولتها التحليل النفسى، لفكرة رغبتها المبالغ فيها لإرضاء من حولها، أنها ادركت أن ما تعرفه عن نفسها لم يكن مبنيا على شخصيتها وصفاتها،  بل على تفسيرها لما يريده الآخرون منها.

ما هى الذات الزائفة؟

وأوضحت سارنر فى مقالها أن النساء هم الأكثر عرضة لهذا الأمر، بسبب التنميط الذى يتعرضون له طوال الوقت فى المظهر أو السلوك، لكنها تعتقد أيضا ان طريقة تعاملنا التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين يمكن أن تؤثر على أي شخص، وهو ما أطلق عليه المحلل النفسي دونالد وينيكوت، فى وقت سابق مصطلح “الذات الزائفة”.

ويعتقد وينيكوت أن الذات الزائفة قد تظهر عندما يشعر الطفل بديهيًا أن مقدم الرعاية، سواء الوالدين أو شخص آخر يقوم برعايته، لا يملك القدرة على إدارة مشاعره الحقيقية، سواء كانت جوعًا أو حاجة أو غضبًا أو ألمًا أو أي شيء آخر، ثم تسيطر الذات الزائفة وتملأ الفراغ الذي قد ينمو فيه أي شعور حقيقي بالذات، حيث يحاول الرضيع أن يكون الطفل ثم المراهق، ثم البالغ المرغوب فيه، بدلًا من أن يكون هو في الحقيقة، وفقا لما يريده من حوله أن يكون عليه.

ووفقا لوينيكوت فإن نظريته تمثل إعادة تشكيل لا واعية لرغباتنا واحتياجاتنا، تعتمد كليًا على توقعات أو رغبات الآخرين، تاركةً شعورًا بالفراغ في الداخل حيث يمكن أن يكون هناك شيءٌ حقيقي.

كيفية تقبل عيوب الشخصية كما هى

وأشارت سارنر إلى أنها أثناء بحثها عن حقيقة شخصيتها، مرت بفترةً مقلقة للغاية في علاجها، وذلك عندما أدركت وجود الكثير من المشاعر السلبية بداخلها والتى لم تكن تعرف أنها موجودة، مثل الخوف والحسد والكراهية، وأنها فى البداية كانت تعتقد أن تلك المشاعر هى عيوب فى شخصيتها يجب التخلص منها، لكنها أدركت لاحقا أنها بشر ويجب عليها تقبل عيوبها كما هى.

وأوضحت أنها عندما بدات تتقبل عيوبها الشخصية، بدأت ترى داخلها صفات أكثر إيجابية، من بينها سعة الصدر والشجاعة، والمرونة والصلابة، وأنها منذ أن تعرفتُ على هذه الجوانب المختلفة من شخصيتها، تحسنت حياتها بشكل كبير.