أشارت الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى: بسور القاهرة الشمالي:
“التنمية الثقافية” يحتفي بالمولد النبوي مع (التهامي) في أجواء روحانية وإقبال جماهيري كبير

في ليلة استثنائية جمعت بين عبق التاريخ ونفحات الروح وجمهور فاق الألفين مشاهد، نظم قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي ، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والمشرف على الصندوق احتفالية جماهيرية كبرى – برعاية أ.د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة – وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، بذكرى المولد النبوي الشريف ، مساء أمس (الخميس 4 سبتمبر)، بسور القاهرة الشمالي بالجمالية، أحد أبرز المواقع التاريخية المسجلة على قائمة التراث العالمي.
وأكد “السطوحي” أن هذه الاحتفالية تمثل واحدة من المناسبات الشعبية الكبرى المتجذرة في وجدان المصريين، موضحًا أن المولد النبوي ليس مجرد احتفال ديني، بل وجدان أصيل يتناقله المصريون جيلاً بعد جيل، وأشار إلى أن اختيار سور القاهرة الشمالي يعكس استراتيجية الوزارة في توظيف المواقع الأثرية والتاريخية كمجالات مفتوحة للفعل الثقافي، قائلاً: “المكان هو الجسد، والإنشاد هو الروح، وما نشهده الليلة هو تلاقي الجسد بالروح في صورة واحدة”.
وأضاف أن ما جرى هذه الليلة ليس مجرد احتفال ديني، وإنما نموذج عملي للتكامل بين قطاعات وزارة الثقافة، حيث تتحرك المسرح والموسيقى والأنشطة التراثية والندوات في مسار واحد، تحت رؤية موحدة تسعى لترسيخ الهوية المصرية. وأوضح أن هذا التكامل يمتد أيضًا إلى مؤسسات الدولة المختلفة، مشيرًا إلى التعاون الدائم مع وزارة السياحة والآثار في استثمار المواقع التاريخية، ومع وزارة الداخلية التي تؤدي دورًا رئيسيًا في تأمين الفعاليات وضمان خروجها بالصورة اللائقة، وأكد أن نجاح هذه الاحتفالية لم يكن ليتحقق لولا هذا التعاون الوثيق، قائلاً: “الثقافة أبدعت، الآثار فتحت كنوزها التراثية، والداخلية أمنت الفعالية، هذه الصورة تعكس روح الدولة المصرية الحديثة، التي تعمل مؤسساتها بانسجام لخدمة رسالتها الوطنية”.
وأشار “السطوحي” إلى أن هذه الاحتفالية تترجم استراتيجية وزارة الثقافة في تعزيز القيم الروحية وإحياء المناسبات الكبرى بما يرسخ الهوية المصرية الأصيلة، مؤكداً أن المرحلة الحالية هي مرحلة بناء جديدة داخل الصندوق والوزارة، تهدف إلى تطوير الأداء وتوسيع قاعدة الجمهور وربط الأجيال الشابة بالتراث والفنون،
مشيراً إلى مبادرة “كارت أهلاً بالطلبة” التي أطلقها الصندوق مؤخرًا لتشجيع مشاركة الطلاب في الأنشطة الثقافية بأسعار رمزية أو مخفضة، موضحًا أن الثقافة لا ينبغي أن تكون حكرًا على النخبة وإنما حق أصيل لكل فئات المجتمع.
كما أوضح أن دمج الإنشاد الديني بالمكان الأثري يحمل رسالة عميقة، قائلاً: “نحن نحتفل بميلاد النبي الكريم في مكان يتجاوز عمره 900 عام، وهو شاهد على تاريخ طويل من الثقافة الإسلامية، هذا الدمج بين التراث المادي (المكان) واللامادي (الإنشاد) يمثل رسالة قوية للعالم بأن مصر قادرة على الحفاظ على تراثها وتقديمه بروح عصرية قريبة من الناس”، واختتم “السطوحي” تصريحاته بالتأكيد على أن الصندوق ماضٍ في استراتيجيته لتفعيل المواقع الأثرية واستثمارها ثقافيًا، في إطار رؤية الدولة التي تجعل من الثقافة ركيزة أساسية في بناء الإنسان المصري.

وفي أجواء الاحتفال، قدّم المنشد الشيخ محمود التهامي باقة من الأناشيد والابتهالات النبوية التي لاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور، معربًا عن امتنانه لوزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية على هذا التنظيم المتميز، وقال: “أي مكان يُذكر فيه اسم النبي الكريم يكتسب روحانية خاصة، لكن سور القاهرة الشمالي يمنح المناسبة طاقة إضافية بفضل طابعه التاريخي، نحن اليوم في احتفال شعبي وروحي يعبر عن الثقافة المصرية الأصيلة ويؤكد أن ذكر النبي الكريم متجذر في وجدان المصريين”، وأضاف أن الإنشاد بالنسبة له ليس مجرد فن بل رسالة روحية وتوعوية، مشيرًا إلى أن مصر بلد الأمن والأمان تحتفل بهذه المناسبة في وقت يفتقد فيه كثير من دول المنطقة للاستقرار، وهو ما يعكس فرادة التجربة المصرية.

من جانبه، أكد د. جمال مصطفى، مستشار وزير السياحة والآثار والمشرف على مركز إبداع قصر الأمير طاز التابع للصندوق، أن إقامة الاحتفال في سور القاهرة الشمالي منح المناسبة بعدًا حضاريًا وروحانيًا، قائلاً: “نحتفل بذكرى المولد النبوي التي مضى عليها أكثر من 1500 عام بجوار سور أثري يتجاوز عمره 900 عام، هذا التلاقي بين عمق التاريخ وروحانية المناسبة يضفي حالة فريدة يعيشها الجمهور، ويبرز مكانة القاهرة التاريخية بوصفها مدينة مدرجة على قائمة التراث العالمي”، وأضاف أن التعاون بين وزارتي الثقافة والسياحة والآثار يمثل نموذجًا لكيفية استثمار المواقع الأثرية في خدمة الثقافة والفنون، بما يمنح الحدث بعدًا محليًا ودوليًا، ويضعه في دائرة اهتمام المؤسسات الدولية المعنية بالتراث.
واختُتمت الاحتفالية بالتأكيد على أن المولد النبوي الشريف ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو وجدان شعبي أصيل متجذر في الهوية المصرية، وأن إحياؤه في فضاءات أثرية مثل سور القاهرة الشمالي يعكس استراتيجية الدولة في صون التراث المادي واللامادي معًا، ويؤكد أن مصر قادرة على أن تكون جسرًا بين الماضي والحاضر، وأن ترسم مستقبلًا يقوم على القيم الروحية والثقافية الأصيلة.







Source