الفيوم – حسين فتحى:
في واقعة صادمة هزت أرجاء قرية العجميين التابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم، كشفت مديرية الصحة عن قيام شخص بانتحال صفة طبيب وإدارة مركز طبي غير مرخص لسنوات طويلة، مستغلاً ثقة الأهالي البسطاء وجهلهم.
المحتال، الذي قدم إلى القرية قبل أكثر من عشر سنوات، استطاع بمرور الوقت وترسيخ صورته كطبيب، شراء منزل فخم من أربعة طوابق وتحويله إلى ما أوهم الأهالي بأنه “مركز طبي متخصص في علاج كافة الأمراض”، هذا الوهم دفع سكان القرية والقرى المجاورة إلى التوافد عليه بحثًا عن العلاج، توفيرًا لمشقة السفر إلى مستشفيات القاهرة، خاصة في ظل محدودية المنشآت الطبية الخاصة في الفيوم آنذاك.
“ظل هذا المحتال يخدعنا لسنوات طويلة، كنا نذهب إليه لعلاج الضغط والسكر وآلام العظام، وحتى لفحص أطفالنا والحصول على الأدوية”.. هكذا عبر “محمد. أ.م”، أحد موظفي القرية، عن صدمة الأهالي بعد انكشاف الحقيقة المرة. فقد تبين أن “الطبيب المشهور” ما هو إلا شخص يدعى “أحمد”، لا يحمل سوى دبلوم المدارس الثانوية الزراعية.
جهود مديرية الصحة بالفيوم، أسفرت عن مداهمة المركز الطبي الوهمي وضبط المتهم، وذلك خلال حملة مكثفة لإدارة العلاج الحر.
الدكتور سامح العشماوي، وكيل وزارة الصحة بالفيوم، أوضح أن الحملات المستمرة تهدف إلى التأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية وضمان تقديم خدمة طبية لائقة وآمنة للمرضى.
وخلال المداهمة، تم رصد غرفتين مجهزتين بأسرة للكشف، بالإضافة إلى غرفة أخرى تحمل لافتة “غرفة للكشف”، كما تم ضبط أجهزة طبية متنوعة، من بينها جهاز حقن اختراق الجلد وجهاز ضغط وسماعة طبيب وجهازي مساج كهربائي، والأخطر من ذلك، عثرت الحملة على كميات كبيرة من النفايات الطبية الخطرة مخبأة داخل أكياس سوداء في غرفة الكشف.
تحقيقات نيابة أبشواي كشفت عن مفاجأة أخرى، وهي أن المتهم ليس من محافظة الفيوم وغير مسجل بنقابة الأطباء، وبناءً على ذلك، قرر رئيس النيابة حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، ووضع الشمع الأحمر على المركز الطبي الوهمي.
وفي وقت لاحق، قرر قاضي المعارضات بالمحكمة الجزئية تجديد حبس المتهم لمدة 15 يومًا أخرى، ليواجه بذلك تهم انتحال صفة طبيب ومزاولة مهنة الطب بدون ترخيص وتعريض حياة المواطنين للخطر.
Source link
تم رصد هذا الخبر من موقع المصري اليوم
