في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة دونغفنغ الصينية عن بيع حصتها البالغة 50% في مشروعها المشترك مع هوندا، وهو التعاون الذي استمر منذ عام 1998 لإنتاج محركات الاحتراق الداخلي. القرار يعكس التراجع الكبير في مبيعات المحركات التقليدية داخل السوق الصيني، مقابل النمو السريع لقطاع السيارات الكهربائية.

مشروع استمر لعقود

منذ أواخر التسعينيات، لعبت الشراكة بين هوندا ودونغفنغ دورًا مهمًا في تزويد السوق الصينية بمئات الآلاف من محركات البنزين. لكن مع تسارع التحول نحو المركبات الكهربائية وتراجع مبيعات سيارات الاحتراق، أصبح مستقبل هذه الشراكة على المحك.

• الأصول: 5.4 مليار يوان (752 مليون دولار).
• الديون: 3.3 مليار يوان (459 مليون دولار).
• العمالة: 827 موظفًا يعملون في المصنع المرتبط بالمشروع.

الحصة عُرضت رسميًا للبيع في سوق الأصول والممتلكات في قوانغدونغ، مع تحديد موعد نهائي للمزايدة في 12 سبتمبر.

ضغوط على الشراكات التقليدية

لم تكن هوندا وحدها من تواجه هذه الضغوط؛ فشركات يابانية أخرى تكافح أمام المنافسة القوية من علامات صينية صاعدة مثل BYD. أما دونغفنغ نفسها فقد تراجعت مبيعاتها من 3.8 مليون سيارة في 2016 إلى 1.5 مليون فقط في 2023، سواء من علامتها المحلية أو عبر شراكاتها مع هوندا ونيسان.

ماذا بعد؟

لا يزال مستقبل دونغفنغ هوندا غير واضح:

• قد تختار هوندا شراء الحصة بالكامل وتولي إدارة إنتاج المحركات بنفسها.
• أو قد يدخل شريك محلي جديد لاستمرار المشروع بشكل مختلف.

في كل الأحوال، يبقى التعاون الأساسي بين الطرفين في إنتاج السيارات قائمًا.

هوندا تتحول نحو المستقبل الكهربائي

رغم التراجع في قطاع المحركات التقليدية، تواصل هوندا تعزيز وجودها في سوق الصين عبر سيارات كهربائية جديدة.

• أطلقت هذا العام SUV كهربائية بالتعاون مع دونغفنغ.
• كما كشفت عن طراز GAC Honda GT بالشراكة مع مجموعة GAC.

هذه الخطوات تؤكد أن هوندا بدأت فعليًا كتابة فصل جديد في الصين، حيث أصبح التحول إلى المركبات الكهربائية هو العنوان الأبرز للمرحلة القادمة.

✨ الخلاصة:

انسحاب دونغفنغ من مشروعها مع هوندا في تصنيع المحركات يرمز إلى النهاية التدريجية لعصر محركات الاحتراق في الصين، ويمهد الطريق أمام هيمنة السيارات الكهربائية. أما هوندا، فهي تتحرك سريعًا لتأمين مكانتها في هذا التحول من خلال شراكات واستراتيجيات كهربائية جديدة