كشفت دراسة دولية كيفية تكيف المجتمعات الرعوية القديمة في جنوب الجزيرة العربية مع التغيرات المناخية الحادة عبر آلاف السنين، من خلال تحولات بارزة في أنماط بناء النصب الأثرية.
وقام الفريق بتحليل 371 موقعا أثريا في منطقة ظفار الجافة بعمان، حيث تتبعوا تطور هذه النصب على مدى 7000 عام. وكشفت النتائج أن المجتمعات القديمة طورت استراتيجيات ذكية للحفاظ على تماسكها الاجتماعي رغم التغيرات البيئية الكبيرة.
New @OhioState research brings together 7,000 years of history in South Arabia to show how ancient pastoralists changed placement and construction of monuments over time in the face of environmental and cultural forces. https://t.co/RpwQJIVZfF
— Ohio State News (@OhioStateNews) May 28, 2025
في الفترة الرطبة التي امتدت من 7500 إلى 6200 سنة قبل الحاضر، شهدت المنطقة أمطارا غزيرة سمحت بتكون مجتمعات كبيرة. وخلال هذه الحقبة، شيد السكان نصبا حجرية ضخمة تتطلب تعاون مجموعات كبيرة لبنائها، حيث كان رفعها يتطلب تعاون سبعة رجال على الأقل، ما يدل على تجمعات بشرية كبيرة وقدرة تنظيمية عالية. وكانت هذه النصب الضخمة بمثابة أماكن للتجمعات الكبيرة، حيث يقيمون الاحتفالات ويقدمون القرابين.
اكتشاف آثار حياة مجهولة في الصخور الصحراوية في عمان والسعودية وناميبيا
ومع تحول المنطقة تدريجيا إلى صحراء قاحلة، خاصة في الفترة بين 1100 إلى 750 سنة، اضطرت المجتمعات إلى التشتت بحثا عن الماء والمراعي. وهنا ظهرت أنماط جديدة من النصب الأصغر حجما التي كانت تبنى على مراحل متعددة، ما يعكس تحولا في البنية الاجتماعية.
وقالت جو مكورستون، أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة ولاية أوهايو والمؤلفة الرئيسية للدراسة إن هذه النصب كانت تمثل “حجر الأساس للانتماء الاجتماعي”، حيث لعبت دورا محوريا في الحفاظ على التماسك المجتمعي رغم تشتت السكان. وأضافت: “كانت هذه النصب بمثابة ذاكرة جماعية حية، حيث يضيف كل زائر جزءا جديدا، ما يعزز الشعور بالانتماء حتى مع ندرة اللقاءات بين أفراد المجتمع الواحد”.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه النصب لم تكن مجرد معالم أثرية، بل كانت تمثل نظاما متكاملا لتسجيل المعلومات البيئية المهمة، مثل هطول الأمطار وموارد المراعي، كما ساهمت في تعزيز التبادل التجاري والاجتماعي بين المجموعات المتناثرة.
اكتشاف مثير.. أصول أوروبية في الحمض النووي لسكان تونس والجزائر تعود إلى العصر الحجري
والأهم من ذلك، أن العلماء طوروا نموذجا تحليليا جديدا يمكن تطبيقه في مناطق أخرى تعرضت لتغيرات مناخية مماثلة، مثل الصحراء الكبرى في إفريقيا، أو سهول منغوليا، أو مرتفعات الأنديز في أمريكا الجنوبية.
وهذه النتائج لا تسلط الضوء فقط على مرونة المجتمعات القديمة في مواجهة التحديات البيئية، بل تقدم أيضا دروسا قيمة للبشرية المعاصرة التي تواجه تحديات مماثلة مع التغير المناخي الحالي.
نشرت الدراسة في مجلة PLOS One.
المصدر: Eurekalert
تمكّن العلماء للمرة الأولى من اكتشاف استخدام نبات الحرمل (Peganum harmala) – ذي الخصائص النفسية والعلاجية – في الطقوس الدينية بشبه الجزيرة العربية، ويعود ذلك إلى نحو 2700 عام.
كشف فريق من علماء الآثار عن مقابر تعود إلى نحو 2000 قبل الميلاد، بالإضافة إلى ملاجئ صخرية مزينة برسومات غامضة وأحجار قائمة في مدينة طنجة المغربية.
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود سلالة بشرية غير معروفة سابقا في إفريقيا، تعود إلى الحقبة التي بدأت فيها المجموعات البشرية الحديثة بالانتشار خارج القارة السمراء قبل 50 ألف عام.
وجدت دراسة حديثة أن الربع الخالي، الصحراء الشاسعة في شبه الجزيرة العربية، لم تكن دائما أرضا قاحلة، بل إنها كانت في السابق موطنا لنظام بحيرات وأنهار كثيرة.
إقرأ المزيد
أول استخدام للنباتات ذات التأثير النفسي في العالم
المغرب.. مقابر حجرية ونقوش غامضة عمرها 4 آلاف عام تكشف عن روابط قديمة بين إفريقيا وأوروبا
اكتشاف مذهل في ليبيا.. سلالة بشرية مجهولة تكشف أسرار سكان شمال إفريقيا
اكتشاف مذهل يوضح طبيعة الربع الخالي قبل 9 آلاف عام!