لم يكن المزارع الفرنسي ميشيل دوبون يتوقع أن تتحول نزهته الصباحية إلى حدث يهز الرأي العام الفرنسي، فبينما كان يتجول على أطراف أرضه في ريف أوفيرني، لفت انتباهه بريق غريب يلمع وسط التربة الرطبة، اقترب ليتفحصه، وحين أزاح الطين بيده، فوجئ بما لا يُصدق، ذهب خالص، يلمع تحت أشعة الشمس.

لكن ما بدا اكتشافا أسطوريا، لم يلبث أن تحول إلى كابوس قانوني، بعدما دخلت السلطات على الخط وأبلغته بالحقيقة الصادمة “ما تحت الأرض لا يعود لك… بل للدولة”، وفقا لموقع cbs42.

ثروة لا يملكها صاحب الأرض

ميشيل، البالغ من العمر 52 عاما، عثر على منجم يقدر بنحو 150 طنا من الذهب، تُقدّر قيمته السوقية بأكثر من 4 مليارات يورو، في أحد أكبر الاكتشافات الجيولوجية التي شهدتها فرنسا في العقود الأخيرة.

ورغم أن الأرض التي وُجد فيها الكنز مملوكة له قانونا، إلا أن “قانون المناجم الفرنسي” ينص على أن ملكية باطن الأرض تعود للدولة، لا للفرد. وبهذا، حُرم ميشيل من أي حق في استخراج الذهب أو بيعه، أو حتى التفاوض عليه.

الدولة تتدخل… والمزارع يُقصى

بعد أن أبلغ ميشيل السلطات بما وجده، سُرعان ما تحوّلت أرضه إلى موقع محاصر من قبل الجهات الرسمية، التي منعت أي تدخل شخصي وبدأت بإجراء مسوحات فنية وجيولوجية، كل ما يستطيع فعله الآن هو الوقوف خلف الأسوار، يراقب بصمت فرق الاستكشاف وهي تنقل العينات من أرضه.

تعقيدات

ولم تقف التعقيدات عند حدود القانون، فقد اتضح لاحقا أن الأرض تقع ضمن منطقة بيئية مصنّفة ذات حساسية عالية، ما يُلزم الدولة بإجراء دراسات بيئية دقيقة قبل أي محاولة للتنقيب، حفاظا على التوازن الإيكولوجي كما تنص قوانين حماية التراث الطبيعي.

هذا الشرط البيئي أضاف مزيدا من التأخير والتعقيد، وجعل من الحلم الذهبي معضلة وطنية تتقاطع فيها السياسة، والبيئة، والاقتصاد، وحقوق الأفراد.

انقسام شعبي وجدال محتدم

القضية سرعان ما تحوّلت إلى حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل، وأثارت انقساما حادا في الشارع الفرنسي. فبينما يرى البعض أن استخراج الذهب يشكل فرصة اقتصادية هائلة للمنطقة الريفية ويوفر مئات الوظائف، يخشى آخرون من أن تتحول الحياة الهادئة إلى ضجيج تعدين وتلوث بيئي يدمر طبيعة المنطقة.

ماذا لو كان في تكساس؟

الجدل لم يقتصر على فرنسا، فلو وقع هذا الاكتشاف في الولايات المتحدة، وتحديدا في ولاية مثل تكساس، لكان الوضع مختلفا تماما. فالقانون الأمريكي غالبا ما يمنح مالك الأرض حق استغلال الثروات الباطنية، ما لم يكن قد تنازل عنها صراحة. وفي هذه الحالة، لكان ميشيل الآن رجلا ثريا، أو شريكا تفاوضيا مع شركات التعدين.

من حياة بسيطة إلى دائرة الأضواء

منذ لحظة الإعلان عن الاكتشاف، لم تعد حياة ميشيل كما كانت. المزرعة تحوّلت إلى مركز صحفي وقانوني، وعائلته تعاني من الضغوط الإعلامية، إلى درجة أن أطفاله اضطروا للتغيب عن الدراسة مؤقتا. أما ميشيل، الذي اعتاد الهدوء والعمل في الحقول، فوجد نفسه فجأة في قلب معركة قانونية، بيئية، وأخلاقية.

مصير الذهب

حتى الآن، لا تزال الحكومة تدرس سبل التعامل مع هذا الاكتشاف الهائل، بينما ينتظر ميشيل بصمت ما ستسفر عنه الإجراءات. أمله الوحيد أن يُنصف في نهاية المطاف، ويحصل على مقابل عادل يوازي حجم المفاجأة التي قلبت حياته رأسا على عقب.



Source link
تم رصد هذا الخبر من موقع البيان الإمارتي

اشتراك

لو بتدور على مناقصة أو مزاد معين تقدر تتواصل معانا وهنعملك تقرير يتم إرساله يوميا على الواتساب الخاص بكم في المجال الـ أنت مهتم بيه سواء في الصحف الورقية أو بوابة التعاقدات الحكومية للتواصل: 01091776061

حزب الشعب الديمقراطي 

أمانة محافظة سوهاج

معًا نصنع المستقبل 

X