«راح نموت هاي المرة»… خطة إسرائيل لتوسيع حملتها تثير ذعر سكان غزة
أثارت خطة إسرائيل لتوسيع هجومها على قطاع غزة وتهجير سكانه والسيطرة على توزيع المساعدات الرعب في قلوب سكان القطاع الذين يعانون بالفعل من النزوح المتكرر ونقص الغذاء خلال الصراع المستمر منذ 19 شهراً، وفقاً لـ«رويترز».
وتمنع إسرائيل دخول كل المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس (آذار)، عندما انهار اتفاق لوقف إطلاق النار استمر شهرين مع حركة «حماس»، وأدّى إلى تحسين قدرة سكان غزة على الحصول على الغذاء والدواء وسمح لكثيرين منهم بالعودة إلى ديارهم.
بالنسبة لآية (30 عاماً) التي تقيم في مدينة غزة، فقد عادت إلى منزلها مع عائلتها في أثناء وقف إطلاق النار بعد أشهر قضتها في الجزء الجنوبي من القطاع، لكن الإعلان الذي أصدرته إسرائيل أمس (الاثنين)، أثار مخاوفها من التعرض للقتل أو النزوح مجدداً إلى أجل غير مسمى.
وذكرت في رسالة على تطبيق للتراسل: «يعني راح نموت هاي المرة؟ راح يجبرونا ننزح كمان مرة؟ هل ممكن يخلونا على رفح؟ والسؤال هل هاي راح تكون المرة الأخيرة اللي ننزح فيها، ولا راح بعدها يطردونا من رفح؟».
وقال محمد السيقلي، خلال حضوره جنازة عدد من الأشخاص الذين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على مبنى في مدينة غزة أمس (الاثنين)، إن الأمور سيئة للغاية لدرجة أنه من الصعب فهم خطط إسرائيل لتكثيف هجومها.
وأضاف: «ما ضل شغلة في قطاع غزة إلا وأتت عليها وضربتها الصواريخ والبراميل المتفجرة، ولسه في تهديدات بتوسيع العملية».
وقال: «أتساءل أمام العالم أجمع، ماذا بقي لأهالي قطاع غزة حتى يتم قصفه؟».
وقالت السلطات الصحية المحلية إن الضربات العسكرية الإسرائيلية أودت، اليوم (الثلاثاء)، بحياة 13 فلسطينياً على الأقل في أنحاء القطاع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن العملية العسكرية الموسعة ستكون «مكثفة»، وتتضمن الاحتفاظ بالأراضي المحتلة ونقل الفلسطينيين «من أجل سلامتهم».
ندرة الغذاء
قال مسؤول إسرائيلي إن الخطة ستتضمن نقل السكان المدنيين جنوباً، والتحكم في توزيع المساعدات لمنع وصول الغذاء إلى أيدي «حماس». ورفض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم (الثلاثاء)، الخطة، ووصفها بأنها «عكس المطلوب».
وقال تامر، وهو من خان يونس في الشطر الجنوبي من قطاع غزة، إنه يخشى أن تفرض إسرائيل نظام فرز خاصاً بها لتحديد من سيحصل على الغذاء.
وأضاف: «هل راح يعتقلوا ناس ويقتلوا ناس قبل ما يسمحولهم يقعدوا في المناطق اللي راح يحددوها؟».
ويعاني سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من نقص الغذاء، إذ لا يأكل كثيرون إلا مرة واحدة يومياً. وأعلن برنامج الأغذية العالمي في 25 أبريل (نيسان) نفاد مخزونه الغذائي في القطاع.
وتقول آية إنه في كثير من الأحيان لا يمكن العثور على الطحين، ولكن عندما يتوفر كيس على نحو نادر، يمكن أن يصل سعره إلى 500 دولار، مقارنة مع 25 شيقلاً (7 دولارات) قبل الحرب.
وأضافت: «هم بيجوعونا لنوافق على أي شي، إحنا بدنا الحرب تخلص، خليهم ياخدوا الأسرى تبعونهم وينهوا هالحرب، بيكفي».
وأصبح بعض السكان يأكلون الأعشاب أو أوراق الشجر، فيما اتجه الصيادون إلى صيد السلاحف البحرية وبيع لحومها.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن هناك ما يكفي من الغذاء في غزة، لكنّ هيئة البثّ العامة الإسرائيلية (راديو كان) ذكرت أن رئيس أركان الجيش نبّه القيادة السياسية إلى ضرورة السماح بدخول الإمدادات قريباً.
وتتهم «حركة حماس»، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، إسرائيل باستخدام الغذاء سلاحاً في حربها ضد سكان غزة.
واندلعت الحرب على خلفية هجمات شنّتها «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تسببت وفقاً لإحصاءات إسرائيلية في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين.
وأدّت الحملة الإسرائيلية على غزة منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الصحية المحلية في القطاع، الذي تحوّل معظمه أيضاً إلى أنقاض.