تعد الحقبة الحالية، والعصر الذي نعيش فيه «عصر الذكاء الاصطناعي»، فبعدما تعلمت الآلة، وصارت تفكر وتبتكر، أصبح الذكاء الاصطناعي هو مستقبل العالم في السنوات المقبلة، ولكن الذكاء الاصطناعي ليس وليد السنوات القليلة الماضية، بل أن له تاريخ طويل.
فكيف يمر على «الذكاء الاصطناعي» الذي نعتبره حديث العهد، 70 عاماً؟
ترجع فكرة «الذكاء الاصطناعي» إلى آلاف السنين، حين بدأ الفلاسفة القدماء في التأمل بأسئلة الحياة والموت، وفي العصور القديمة، ابتكر المخترعون آلات تُعرف بـ«الأوتوماتا»، وهي أجهزة ميكانيكية تتحرك بشكل مستقل عن التدخل البشري. يعود أصل الكلمة إلى اللغة اليونانية القديمة وتعني «التحرك بإرادة ذاتية».
ومن أقدم الإشارات إلى الأوتوماتا تعود إلى عام 400 قبل الميلاد، وتشير إلى حمامة ميكانيكية صنعها أحد أصدقاء الفيلسوف أفلاطون، وبعد قرون، أنشأ ليوناردو دافنشي أحد أشهر الأوتوماتا حوالي عام 1495.
وكانت أوتوماتا الرسام الشهير ليوناردو دافينشي عبارة عن روبوت أسموه «الفارس الآلي»، حيث كان دافينشي عالماً وليس مجرد رساماً، ويقال إنه قد اخترع إنسان آلي وقتها، إلا أن علومه قد محيت ولم تصل للأجيال التالية.
ورغم قِدم فكرة أن تعمل الآلة بذاتها، فإن بدايات الذكاء الاصطناعي الحديث تعود إلى القرن العشرين، حين بدأ المهندسون والعلماء في إحراز تقدم ملحوظ نحو ما نعرفه اليوم بالذكاء الاصطناعي.

وفي عام 1921 قدم الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابك مصطلح «روبوت» رسمياً لأول مرة في مسرحيته الخيالية «روبوتات روسوم العالمية»، والتي تعد النواة الأولى أو البذرة التي بدأ بها هوس فكرة ذكاء الآلة، وفي عام 1929 أنشأ الياباني ماكوتو نيشيورا أول روبوت ياباني وسمّاه «غاكوتنسوكو».
ولم يهدأ العلماء في محاولة إضافة الذكاء للآلة، ليستمر التطوير بخيال العلماء الذي لا حدود له، وفي عام 1949 نشر إدموند بيركلي كتابه «عقول عملاقة، أو آلات تفكر»، مشبّهًا الحواسيب بأدمغة بشرية.
كل ذلك التاريخ السابق ربما كان مقدمات لم يُستخدم فيها مصطلح الذكاء الاصطناعي علانية، ولكنها كانت محاولات لاستيلاده، لتشهد الفترة من 1950 إلى 1956 ذروة الاهتمام بفكرة الذكاء الاصطناعي.
وفي عام 1950 نشر آلان ماتيسون تورنغ عالِم رياضياتٍ وحاسوبٍ وعالم منطقٍ، والذي يُنظر إليه باعتباره «أبو علوم الكمبيوتر النظريّة والذكاء الاصطناعي»، نشر تورنغ ورقته «الآلات الحاسوبية والذكاء»، التي أسست لاختبار تورنغ الشهير، وهو طريقة لتحديد ما إذا كان حاسوب أو برنامج قادر على إظهار الذكاء البشري.
في عام 1956، في مؤتمر دارتموث، وفي إحدى الورش بالمؤتمر تحدث فيها الأمريكي جون مكارثي عالم الحاسوب الحاصل على العديد من الجوائز في علوم البرمجة وتطوير الحاسب الآلي، وفي الورشة أطلق مكارثي لأول مرة في التاريخ مصطلح «الذكاء الاصطناعي».
ليكون عام 1956 هو عام مولد «الذكاء الاصطناعي»، أي أنه العام المقبل 2026 سيكون قد أتم الـ70 عاماً، ليبدأ عصر جديد لتطور تعلم الآلة ويشهد المصطلح في الخمسينيات وبداية الثمانينيات نموًا متسارعًا وتحديات كبيرة، حيث تم تطوير لغات برمجة مثل «LISP» لجون مكارثي، وأنتجت كتباً وأفلاماً تناولت فكرة الروبوتات، مما رسخ ومهد للذكاء الاصطناعي ثقافياً.
التطورات بالسنوات:
1958: جون مكارثي يبتكر لغة «LISP» للذكاء الاصطناعي، لا تزال مستخدمة اليوم.
1959: صموئيل يطلق مصطلح «تعلم الآلة»
1961: بدأ أول روبوت صناعي «يونيميت» العمل في مصنع جنرال موتورز.
1965: فيغنباوم وليدربيرغ يصممان أول «نظام خبير» لمحاكاة تفكير الخبراء.
1966: جوزيف فايزنباوم يبتكر أول شات بوت «إليزا» باستخدام معالجة اللغة الطبيعية.
1968: عالم الرياضيات السوفيتي أليكسي إيفاكنينكو يقترح طريقة جديدة في الذكاء الاصطناعي تُعرف اليوم باسم التعلم العميق «Deep Learning»
1973: تقرير لجيمس لايتهايل ينتقد ضعف التقدم في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تقليص الدعم الحكومي البريطاني.
1979: روبوت «ستانفورد كارت» ينجح في التنقل بين العقبات بدون تدخل بشري.
1979: تأسيس “الجمعية الأمريكية للذكاء الاصطناعي”، المعروفة الآن باسم «AAAI»
Source link
تم رصد هذا الخبر من موقع البيان الإماراتي