قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن ظهور توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، كعضو فى “مجلس السلام” التابع للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يعد أحدث صياغة له كشخصية مؤثرة في الشرق الأوسط، معتبرة أنه ربما يكون مناسبا لكن سجله في الشرق الأوسط لا يُطمئن.
واعتبرت الصحيفة أنه بصفته مهندسًا رئيسيًا للغزو الكارثي للعراق، ومُروجًا لتفسير مُبسط للتطرف الإسلامي باعتباره التحدي الأمني الرئيسي في العالم، وكونه شخصية اتُهمت بربط مصالحه التجارية بدعوته السياسية، فهو، من نواحٍ مُعينة، مُناسب تمامًا لعهد ترامب الجديد.
ولكن ما هو أقل وضوحًا هو ما يُمكن لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق أن يُضيفه بفعالية إلى واحدة من أكثر مشاكل العالم تعقيدًا، بعيدًا عن الثقة المفرطة بالنفس، على حد تعبير الصحيفة.
ويُذكر دور بلير كمهندس لاتفاق الجمعة العظيمة الذي أنهى الاضطرابات في أيرلندا الشمالية كثيرًا، لكن سجله في الشرق الأوسط أكثر إثارة للجدل، وفقا للصحيفة.
وقال جوش بول، أحد مؤسسي مركز “سياسة جديدة” البحثي الأمريكي، قبل تسريب مسودة اقتراح بلير: “بعد أن عملت مع توني بلير عندما كان مبعوثاً خاصاً للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، أستطيع أن أحذر على الفور من العيبين القاتلين اللذين سوف يشوبان أي خطة يقترحها. “
واعتبر الدبلوماسيون سنوات عمله في القدس المحتلة مع اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالشرق الأوسط – ممثلًا للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا – نجاحًا محدودًا في أحسن الأحوال، بينما اعتبره الفلسطينيون عائقًا أمام جهودهم الرامية إلى تحقيق إقامة دولة.
وأوضح “أولاً، أي مقترح سيُعطي الأولوية للتنمية الاقتصادية على التقدم السياسي وتقرير المصير الفلسطيني. وكما أثبتت العديد من الجهود الفاشلة في هذا الصدد في الضفة الغربية، فإن النجاح الاقتصادي يعتمد على الحكم الذاتي الفلسطيني والحريات الأساسية للتنقل وريادة الأعمال، وليس العكس. ثانياً، مهما كانت مزاياها، ستحظى بتأييد حكومة إسرائيل، التي ستمنع تنفيذها من خلال استراتيجية إبادة جماعية، تجعل حتى أبسط الأهداف مستحيلة.”
وختم تصريحه قائلا “جهود بلير مُضلِّلة مبنية على سوء فهم جوهري للديناميكية الإسرائيلية الفلسطينية والاقتصاد السياسي لفلسطين المحتلة.”