
لا أعرف كيف أبدأ مقالي ولا ماذا ستكون كلماتي في السطور القادمة فيداي ترتعشان من هول الموضوع الذي اكتبه إليكم هذا اليوم أعزائي القراء …لقد سمعت عن كم الجرائم التي تتعلق بأطفالنا وقرأت على مواقع التواصل كم اغتالت الذئاب البشرية التي تعيش بيننا بلا حياء البراءة والطفولة من أعين صغارنا في المدارس التي من المفترض أنها محراب العلم وأنها مكان لتلقي التعليم الذي يسصنع منهم شباب في المستقبل ينفع نفسه ووطنه في وضح النهار بلا حياء أو كسوف فقلبي يقطر دمًا لا دموعًا على كم الأطفال الصغار الأبرياء التي أغتيلت براءتهم وطفولتهم وهم ما زالوا في أولى خطواتهم نحو مستقبل من المفترض أن يكون زاهي ومشرق.
ولكن هذه الذئاب البشرية أدخلت هؤلاء الذين سيكونوا شباب المستقبل في أنفاق معتمة مظلمة لا يروا فيها إلا أيام صعبة سيعيشوها وهم ليس لهم ذنب وإن كنت أبكي في بعض الأحيان من شدة فرحي حيث أصبح لدينا هنا في مصر قضاء عادل نزيه يقتص لهؤلاء الأبرياء الذين ينطقوا بالكاد فمازالوا في مراحل أعمارهم الأولى ومازالوا يخطو أولى خطواتهم نحو حياة مليئة بالأمل والازدهارأو من المفترض أن تكون كذلك.
ومن هنا من مقالي هذا أود أن أوجه بعض الرسائل الهامة أولًا لأولياء الأمورفمن المفترض أن يكون هناك احتضان لأطفالكم والجلوس معهم وأن تفتحوا لهم قلوبكم ويسع لهم صدوركم وتستمعوا إليهم هذا من الضروري أن تفعلوه مع صغائركم حتى يستطع الطفل أن يخرج لكم كل ما في جعبته بلا خوف أو تردد …حيث كان من المفترض أن تنال تلك الذئاب البشرية عقاب رادع أكثر من ذلك ولكن ليس هناك أقسى من تمنى الموت دون نيله فللأسف تجرد هؤلاء من أسمى آيات الرحمة والإنسانية فهم أباء وأمهات في المقام الأول قبل أن يكونوا معلمين ومن المفترض أن هؤلاء الأطفال بمثابة أبناءهم
وهنا السؤال لهذا الذئب البشري أو ذاك …أين ضميرك الذي من المفترض أن يكون مستيقظًا ويحاسبك في كل وقت؟هل مات في هذا الوقت؟ فكان من المفترض يحاسبك ويجعلك تتراجع قبل أن تحاسب أمام وجه كريم والسؤال الأهم ما السبب من الأساس أليس هذا انتقامًا؟ ولو كان انتقام بالفعل…فلما يكون من طفل صغير مازال يخطو أولى خطواته في هذا العالم الغريب؟ لماذا كتبتم عليهم أن يحرموا من طفولتهم وممارستها بشكل طبيعي ويحرموا من أن يعيشوا حياتهم في المستقبل مثل البشر العاديين؟ وما هي الاستفادة التي استفدتها أيها الذئب البشري من فعلتك تلك؟ أين الرحمة والإنسانية التي من المفترض أن تملأ قلبك؟ لو كان هذا الطفل ابنك أو إبنتك هل ترضى أن يفعل أحد معهم هكذا؟ والسؤال الأدهى والأمر هل المسلسل الذي أنتج في رمضان وشاهده الكثيرون هو السبب في انتشار هذا الفعل الفاحش؟ هل الرغبة في ركوب التريند؟الكثير من الأسئلة التي تحتاج لإجابات واضحة
لا أخفى عليكم سرًا… منذ سنوات كانت لي قصة قمت بكتابتها بطلتها فتاة تبلغ الثامنة من عمرها وكانت تتنزه مع عائلتها داخل مدينة ملاهي وتاهت منهم وأخذها عامل اللعبة ومعه عصابة صغيرة إلى منزل مهجور وقاموا بفعل تلك الفاحشة وبعدها ظلت الطفلة المسكينة في حالة نفسية يرثى لها وحيدة منعزلة عن الجميع لا تلعب لا تخرج لا تمرح مثل بقية الأطفال أرأيت أيها الذئب ماذا تفعل في الحالة النفسية لهذا الطفل المسكين فأنت تكسره من داخله
فأرجو منكم يا سادة وهذا نداء مني بإسم الإنسانية أن تراجعوا أنفسكم وتفكروا في هؤلاء الأطفال وأوجه ندائي للمعلمين والمعلمات فمن المفترض أنهم أبناءكم أولًا وأخيرًا ..أرجوكم الرفق بضعفهم وقلة حيلتهم وأن تحتضونهم وتخافوا الله وضمائركم فيهم كما أتمنى أن تكون تلك القضايا هي آخر ما نسمع حول هذا الموضوع.