وأفادت وزارة الصحة الفلسطينيَّة، بوصول 47 شهيدًا، و388 مصابًا إلى مستشفيات قطاع غزَّة خلال 24 ساعة الماضية، جرَّاء غارات جوية وقصف مدفعي استهدف منازل وتجمعات للفلسطينيِّين في مناطق متفرقة من القطاع.
وفي اليوم الـ84 من استئناف حرب الإبادة على غزَّة، أفادت مصادر طبيَّة باستشهاد 51 فلسطينيًّا بالقطاع منذ فجر أمس.
وأكدت المصادر الطبيَّة الفلسطينيَّة استشهاد 14 فلسطينيًّا وإصابة العشرات جرَّاء إطلاق نار وقصف إسرائيلي أمس، استهدف مركز توزيع للمساعدات بمدينة رفح جنوب القطاع.
وتزايد القلق الدولي حول مصير النشطاء الدوليين الـ12 الذين اختطفتهم إسرائيل في المياه الدولية، وهم على متن السفينة «مادلين» في طريقهم إلى غزَّة.
وفيما استدعت إسبانيا القائم بالأعمال الإسرائيلي لإبلاغه بالرفض القاطع لما حدث للسفينة، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرلنديَّة أنَّ الاعتداء والسطو على السفينة، واعتقال طاقمها يعبِّر عن امتهان رمز من رموز العدالة في العالم.
وقال زعيم «فرنسا الأبيَّة» جان لوك ميلانشون: نخشى ما سيحدث للناشطين الذين كانوا على متن «مادلين».
وأضاف: أحيي شجاعة الناشطين على متن القارب مادلين؛ لأنَّهم نجحوا بفضح سياسة نتنياهو الإجراميَّة. ولقد ارتكبت إسرائيل عملية قرصنة في المياه الدوليَّة، واعتقلت نائبة أوروبيَّة تتمتع بحصانة.
وزاد قائلًا: إنَّ على فرنسا الاعتراف فورًا بالدولة الفلسطينيَّة؛ لإفشال جهود نتنياهو، ويجب رفع الحصار عن غزَّة، وما يحدث في غزَّة هو إبادة جماعيَّة وحصار.
وأضاف: لقد نبَّهنا السلطات الفرنسيَّة إلى مخاطر التوتر في الشرق الأوسط.
لقد تركوا نتنياهو يفعل ما يحلو له، وأقول له إنَّه لن يخيفنا، ولا يمكن السكوت عن الإبادة الجماعيَّة في غزَّة، وعلى فرنسا -الآن- الاعتراف بالدولة الفلسطينيَّة.
بدورها ندَّدت تركيا باعتراض إسرائيل للسفينة، وتحويل مسارها، واصفة الحادث بأنَّه «هجوم شائن»، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية.
وكانت السفينة «مادلين» قد عادرت إيطاليا في الأوَّل من يونيو؛ بهدف التوعية بشأن النقص في المواد الغذائيَّة في قطاع غزَّة الذي وصفته الأمم المتحدة بـ»أكثر مكان على الأرض يعاني من الجوع» إذ يواجه جميع سكَّانه خطر المجاعة.
وجاء في بيان الخارجية التركية «إنَّ عملية القوات الإسرائيليَّة المتعلِّقة بسفينة مادلين… أثناء إبحارها في المياه الدوليَّة، انتهاك صارخ للقانون الدولي… وهجوم شائن «نفذته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأضاف البيان: إنَّ «رد المجتمع الدولي المبرر على سياسات الإبادة الجماعيَّة الإسرائيليَّة التي تستخدم المجاعة كسلاح في غزَّة، وتمنع إيصال المساعدات الإنسانيَّة، سيتواصل»، مؤكدًا أنَّ إسرائيل لن تنجح في «إسكات الأصوات المدافعة عن القيم الإنسانيَّة».
وأعلن تحالف أسطول الحرية -في بيان- أنَّ القوات الإسرائيليَّة اعترضت السفينة في المياه الدوليَّة عند الساعة 01,02، بينما كانت تقترب من قطاع غزَّة.
وأفادت الخارجية التركية عن وجود مواطنَين تركيَّين على متن السفينة، فيما ذكر موقع تحالف أسطول الحريَّة، أنَّ 12 شخصًا على متنها من سبع دول بينها تركيا.
وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيليَّة أنَّ الركاب نزلوا في مرفأ أسدود الإسرائيلي.
ويأتي اعتراض السفينة بعد 15 عامًا على مهاجمة إسرائيل السفينة التركيَّة «مافي مرمرة» التي كانت تقل ناشطين إلى غزَّة، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين جميعهم أتراك.
من جهته، دعا يائير غولان أحد زعماء المعارضة الإسرائيليَّة أمس، إلى وقف الحرب في غزَّة، وقال: إنَّ حكومة بنيامين نتنياهو لم تعد تمثِّل غالبية الإسرائيليِّين.
وقال غولان، رئيس حزب الديموقراطيِّين ونائب رئيس أركان الجيش السابق، قبل أيام من تصويت في البرلمان تأمل المعارضة أنْ يؤدِّي إلى انتخابات عامة، «اليوم، حكومة إسرائيل لا تمثِّل الغالبيَّة العظمى من الإسرائيليِّين».
وأضاف للصحافيين: إنَّ إسرائيل «يجب أنْ تنهي الحرب في أسرع وقت ممكن».
متحدثة «اليونيفيل»
عدم انسحاب إسرائيل من جنوبي لبنان يعرقل مهمة المجتمع الدولي
أكد أندريا تيننتي، المتحدث باسم قوات الـ»يونيفيل» (قوات الطوارئ الدولية) في لبنان، أنَّ «وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني»، مشددًا على «حرص اليونيفيل على ضمان الأمن والاستقرار في الجنوب».
ولفت تيننتي، في تصريحات تلفزيونية، إلى أنَّ «وجود قوات اليونيفيل يخلق نوعًا من الأمل في منطقة جنوب لبنان»، مشيرًا إلى أنَّ «48 دولة تدعم مهمة البعثة في لبنان، منذ عام 2006».
وأوضح أنَّ «أعداد قوات اليونيفيل لم تتغيَّر جنوبي لبنان، حتى الآن، ومسألة التمويل تبقى من اختصاص مجلس الأمن الدولي»، نافيًا حصول أي محادثات بشأن تقليص التمويل الدولي لمهمة البعثة.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس الأول الأحد، إنَّ «الولايات المتحدة الأمريكيَّة وإسرائيل، توافقتا على إنهاء عمل قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان».
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ «هذه الخطوة من المتوقَّع أنْ يتم طرحها للتصويت خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي في أغسطس المقبل، وهو موعد تجديد ولاية القوة الدولية».
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإنَّ واشنطن ليست مهتمة بتجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية، بينما تعتبر إسرائيل أنَّ الجيش اللبناني أكثر فاعلية في المرحلة الحالية.
لكن الصحيفة نقلت عن مصادر دبلوماسية، قولها إنَّ «فرنسا من المحتمل أنْ تعارض هذه الخطوة».
وتعدُّ الـ»يونيفيل» من أقدم بعثات حفظ السلام الأمميَّة في العالم، ويرجع تاريخ إنشائها، إلى شهر مارس 1978، بموجب القرارين 425 و426 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي، بعد الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني.
ونص قرار تأسيس القوة على تكليفها بتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة السلم والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها على الجنوب.
وثيقة برلمانية
إيطاليا أنهت عقدها مع «باراجون» الإسرائيلية للتجسس
كشفت وثيقة برلمانية، أمس، أنَّ إيطاليا أنهت عقدًا مع شركة «باراجون» الإسرائيلية المتخصصة في برامج التجسس، وذلك بعد اتهامات باستخدام الحكومة الإيطالية تقنيتها لاختراق هواتف منتقديها.
وقالت وسائل إعلام أمريكيَّة إنَّ خدمة الدردشة «واتساب» كانت قد كشفت مطلع هذا العام أنَّ برامج تجسس تابعة لـ»باراجون» استهدفت العشرات من المستخدمين، بينهم صحفي وأعضاء في منظمة «ميديتيرانيا» لإنقاذ المهاجرين في البحر، والذين انتقدوا رئيسة الوزراء جورجا ميلوني.
وفي فبراير الماضي، قالت الحكومة الإيطالية إنَّ سبعة مستخدمين للهواتف المحمولة في إيطاليا كانوا مستهدفين ببرامج التجسس، لكن روما نفت أي تورط في أنشطة غير مشروعة، وأكَّدت أنَّها طلبت من الوكالة الوطنية للأمن السيبراني التحقيق في القضية.
وأظهر تقرير جديد صادر عن اللجنة البرلمانية للأمن «كوباسير» أنَّ أجهزة الاستخبارات الإيطالية أوقفت في البداية ثم أنهت عقدها مع «باراجون» بعد الضجة الإعلامية.
وأوضح التقرير أنَّ وكالتي الاستخبارات الداخلية والخارجية في إيطاليا قد فعَّلتا عقودًا مع «باراجون» في عامي 2023 و2024 على التوالي، واستخدمتا برامجها ضد عدد محدود جدًّا من الأشخاص بموافقة النيابة العامة.
وفي يناير الماضي، صرح مسؤولون في إدارة تطبيق الدردشة الفوري «واتساب»، بأنَّ شركة برامج التجسس الإسرائيلية «باراجون سوليوشنز»، «استهدفت نحو 90 مستخدمًا من مستخدمي التطبيق، من بينهم صحفيون وأعضاء في المجتمع المدني».
وأرسلت إدارة «واتساب» خطابًا إلى الشركة الإسرائيليَّة بعد حدوث الاختراق، مؤكدة -في بيان- أنَّها ستواصل حماية خصوصية المستخدمين، ورغم تعطيل المحاولات، أحالت الشركة المتضرِّرين من التجسس إلى شركة «سيتزين لاب» الكنديَّة، المتخصصة في مراقبة الإنترنت، وفقًا لتصريحات مسؤول في «واتساب»، لوسائل إعلام غربيَّة.