بعد تأهله الخاطف للأنفاس إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة الإسباني، يحوّل إنتر تركيزه إلى معركة الدوري الإيطالي لكرة القدم حين يحل الأحد ضيفاً على تورينو في المرحلة السادسة والثلاثين.
يدخل فريق المدرب سيموني إنزاغي اللقاء بمعنويات مرتفعة جداً بعد تأهله إلى نهائي المسابقة القارية للمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، بفوزه المثير جداً في إياب نصف النهائي على برشلونة الإسباني 4 – 3 بعد التمديد، بعد انتهاء لقاء الذهاب في كاتالونيا بالتعادل 3 – 3.
ولم يفكر أحد بفارق النقاط الثلاث الذي يفصل إنتر عن نابولي المتصدر عندما تواجه نيراتزوري الثلاثاء مع ضيفه برشلونة في معقله سان سيرو، وخاض إحدى أكثر المباريات إثارة في تاريخ المسابقة القارية. لكن يجب القول إن التركيز على محاولة الفوز بدوري الأبطال لأول مرة منذ 2010 أثر على المشوار المحلي لفريق إنزاغي إن كان في الدوري أو الكأس التي ودعها من نصف النهائي بخسارته إياباً على يد جاره اللدود ميلان بثلاثية نظيفة (تعادلا ذهاباً 1 – 1).
وبعد الانتهاء مؤقتاً من المهمة القارية، بانتظار النهائي المقرر في 31 الحالي ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، سيكون إنتر أمام ثلاث فرص فقط لمحاولة الاحتفاظ بلقب الدوري بعدما وجد نفسه متخلفاً بفارق ثلاث نقاط عن نابولي نتيجة خسارتين متتاليتين أمام بولونيا (0 – 1) وروما (0 – 1) قبل أن يستعيد توازنه في المرحلة الماضية بفوزه على فيرونا 1 – 0.
وشدد إنزاغي، الثلاثاء، على أن «إنتر لم يختر أبداً إعطاء الأولوية لبطولة على أخرى»، مضيفاً: «أن تجلس وتقول (سألعب من أجل هذه البطولة وليس تلك هو هراء). لقد بذلنا قصارى جهدنا في كل شيء».
لكن الدوري يدخل مراحله الثلاث الأخيرة ونابولي في الموقع الأقوى للفوز باللقب الرابع في تاريخه، بما أنه يخوض الأمتار الأخيرة ضد فرق في القسم السفلي من الترتيب، بدءاً من ضيفه جنوا الثالث عشر الأحد، مروراً ببارما السادس عشر، وانتهاء بكالياري الرابع عشر.
أما إنتر وبعد لقائه تورينو الحادي عشر الذي خسر مبارياته العشر الأخيرة ضد نيراتزوري، ولم يفز عليه منذ 8 أغسطس (آب) 2018 (1 – 0 على أرضه)، فيصطدم في المرحلة المقبلة بضيفه لاتسيو السادس الذي يصارع من أجل المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال والذي يحتله حالياً يوفنتوس بفارق الأهداف فقط عن فريق إنزاغي السابق وجاره اللدود روما.
وما يزيد من حظوظ نابولي الذي يشرف عليه هذا الموسم مدرب إنتر السابق أنتونيو كونتي، أن الفريق الجنوبي فاز بمبارياته الأربع الماضية من دون أن تهتز شباكه، ليدخل الأمتار الأخيرة من الموسم وهو في أفضل وضع ممكن.
وبعيداً عن معركة اللقب، تتجه الأنظار إلى المنافسة المشتعلة تماماً على المركزين الثالث والرابع المؤهلين إلى دوري الأبطال.
صحيح أن أتالانتا الثالث متقدم بفارق 5 نقاط عن ملاحقيه بعد فوزه بثلاث من مبارياته الأربع الأخيرة في سلسلة من دون هزيمة، إلا أنه يتواجه الاثنين في ختام المرحلة مع ضيفه روما الذي لم يذق طعم الهزيمة بقيادة مدربه الجديد – القديم كلاوديو رانييري في مبارياته الـ19 الأخيرة في الدوري.
وفي حال تلقى أتالانتا هزيمته الأولى في آخر ست مواجهات مع نادي العاصمة، سيدخل في معمعة صراع الرمق الأخير على التأهل إلى دوري الأبطال.
ما هو مؤكد أن الوضع قد ينقلب رأساً على عقب في هذه المعركة التي يشارك فيها أيضاً بولونيا السابع؛ كونه لا يتخلف سوى بفارق نقطة عن المركز الرابع قبل زيارته الجمعة إلى سان سيرو لمواجهة ميلان التاسع؛ لأن لاتسيو ويوفنتوس يتواجهان السبت على الملعب الأولمبي في لقاء مصيري للفريقين.
وبعد لقائه يوفنتوس الذي لم يتغير وضعه كثيراً بعد قدوم لاعبه السابق إيغور تودور للاشراف عليه بدلاً من تياغو موتا، يصطدم لاتسيو بإنتر؛ ما قد يقلب الترتيب الحالي رأساً على عقب، والأمر ذاته ينطبق على جاره روما الذي يواجه ميلان بعد أتالانتا، على أن يختتم الموسم على ملعب تورينو.
بالنسبة للكبير الآخر ميلان الذي عادت له الحياة بفوزه في ثلاث من مبارياته الأربع الأخيرة، يبدو أن الفرصة الوحيدة لإنقاذ موسمه والمشاركة القارية الموسم ستكون من بوابة مسابقة الكأس، لكنه يصطدم الأربعاء المقبل بطموح فريق يبحث عن تتويجه الأول منذ 51 عاماً بشخص بولونيا.