في خطوة تقنية طموحة قد تغيّر قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Google عن إطلاق ميزة جديدة ضمن واجهة برمجة التطبيقات (API) لنظام Gemini، تحمل اسم “التخزين المؤقت الضمني”.
وتهدف هذه التقنية والتي توصف بأنها “الذكاء الكامن” إلى تقليص تكلفة استخدام نماذجها الحديثة من الذكاء الاصطناعي بنسبة كبيرة قد تصل إلى 75%، وهي خطوة ستلقى ترحيبًا واسعًا لدى المطورين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف التشغيل.
الميزة الجديدة، التي باتت متاحة لطرازي Gemini 2.5 Pro وGemini 2.5 Flash، تعتمد على آلية ذكية لإعادة استخدام الأجزاء المتكررة من البيانات المرسلة إلى النموذج، دون تدخل يدوي من المطور.
فعلى عكس التخزين المؤقت الصريح الذي كان يتطلب تحديد المطالبات يدويًا، يعمل التخزين الضمني بشكل تلقائي ومُفعّل مسبقًا، مما يضمن تقليل الاستهلاك الحسابي والتكلفة دون الحاجة إلى ضبط إضافي.
ما الذي تغيّر؟
في السابق، اقتصرت Google على توفير تخزين مؤقت صريح، والذي تطلب من المطورين تحديد المحتوى المتكرر يدويًا. ورغم كونه مفيدًا نظريًا، إلا أن تنفيذه كان معقدًا وأدى إلى شكاوى من فواتير مرتفعة بشكل غير متوقع، خصوصًا عند استخدام Gemini 2.5 Pro. ومع تصاعد هذه الانتقادات، اعتذرت Google ووعدت بإجراء تحسينات، كان أولها هذا التحديث الجديد، وفقا لتقرير نشره موقع”تك كرانش”.
التخزين المؤقت الضمني يُعيد استخدام السياقات السابقة تلقائيًا، بشرط وجود تشابه في البداية بين الطلبات. ولتفعيل هذه الآلية، يجب أن يتجاوز النص المدخل 1 كيلو بايت في Flash أو 2 كيلو بايت في Pro – أي ما يعادل تقريبًا 750 إلى 1500 كلمة.
بين الوعد والتجربة
ورغم الحماس، لم تؤكد أي جهة مستقلة حتى الآن فعالية التخزين الضمني الجديد في تحقيق الوفر الموعود، ما يترك بعض المطورين في حالة ترقب. ومع ذلك، توصي Google بترتيب الطلبات بحيث يكون الجزء الثابت في البداية والمتغير في النهاية، ما يعزز فرص التفعيل التلقائي لذاكرة التخزين المؤقت.
هذه الخطوة من Google تمثل محاولة جادة لتخفيف العبء المالي على مطوري التطبيقات الذكية، وتعيد رسم حدود الكفاءة في استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وبينما يبقى الاختبار الحقيقي في أيدي المستخدمين، فإن التخزين المؤقت الضمني قد يكون بداية فصل جديد في علاقة المطورين مع Gemini.
Source link
تم رصد هذا الخبر من موقع البيان الإماراتي