علي جمعة: العلاقة بين العلماء والناس رعاية وعناية وليست وصاية

أكد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق، أن الفقه الإسلامى يجب أن يُعامل بمنطق التخصص كما يُعامل الطب فى الحالات الحرجة، حيث يُعرض المريض على مجموعة من الأطباء فى تخصصات مختلفة للوصول إلى قرار علاجى موحد دون تحميله مسؤولية المفاضلة بين الآراء الطبية، مشيرًا إلى أن هذه المقارنة توضح دور العلماء فى صون العامة من الحيرة فى أمور الدين.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتى مصر الأسبق، خلال بوكاست “مع نور الدين”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن “الكونسلتو” الطبى، المكوَّن من متخصصين فى القلب والرئة والعيون وغيرهم، يناقش الحالة فيما بينهم، وغالبًا يتحدثون بمصطلحات علمية قد لا تُفهم من قبل المريض عمدًا، حرصًا على نفسيته وعدم إرباكه، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب المتبع فى الطب هدفه الوصول إلى أفضل قرار دون تعريض المريض للتفاصيل الجدلية التى قد تزيد حالته سوءًا.

وقال: “هكذا هو دور العلماء، يصونون المستفتى من الغرق فى التفاصيل الفقهية أو الترجيح بين أقوال لا يملك أدواتها، فليست كل معلومة تُقال لكل أحد، وأن هذا الأسلوب ليس وصاية، كما يدعى البعض، بل هو رعاية وعناية ورحمة بالمستفتى، شأنه فى ذلك شأن المريض الذى يُصان عن المعاناة النفسية الناتجة عن كثرة الخيارات”.
وانتقد جمعة الدعوات التى تروج لرفع ما يسمونه بـ”سلطان العلماء عن رقاب الناس”، مؤكدًا أن هذه الدعوات تهدف لهدم مرجعية العلم والتخصص، مشيرًا إلى أن العلماء الحقيقيين لم يُفرضوا على الناس بل أحبهم الناس والتفوا حولهم بإرادتهم، مستشهدًا بمواقف العلماء الكبار مثل الإمام الدردير الذى واجه الحكام بالحق دون تردد.

وأوضح الدكتور على جمعة: “كان أيام الشيخ الدردير، رحمه الله عليه، كان للشيخ الدردير سلطان، فذهب إلى على بك الكبير، ولما وجده غير مهتم بكلامه وبيعلب فى الأرض كده، سَبَّه وهدده، على بك الكبير كان من الحكام وقتها، وكان أكبر حاكم، الوالى بتاع مصر، ومعه الجيوش ومعه كذا، لكن الشيخ الدردير قال له: ‘لعنه الله عليك وعلى النخاس الذى أتى بك’، فارتعد الرجل! ده العلماء ساعتها، بمقتضيات زمنهم، كان لهم سلطان على الناس، عوامهم وكبيرهم وصغيرهم، النهارده، العلماء بيحبوا العوام، والعوام بيحبوا العلماء، والعلاقة بين العلماء والناس رعاية وليست وصاية.”

وفى رده على من يقول أن الفقه ظنى والمسائل نسبية، قال جمعة: “حتى فى حال اختلاف العلماء، يبقى منهج الجمهور هو المعيار، وقد أوصانا النبى ﷺ بقوله: إذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ شذ فى النار”، مضيفا أن تتبع الآراء الشاذة يوقع الناس فى الحرج، وأن الله أمرنا باتباع سبيل الجماعة.



Source link
تم الرصد من موقع اليوم السابع

اشتراك

لو بتدور على مناقصة أو مزاد معين تقدر تتواصل معانا وهنعملك تقرير يتم إرساله يوميا على الواتساب الخاص بكم في المجال الـ أنت مهتم بيه سواء في الصحف الورقية أو بوابة التعاقدات الحكومية للتواصل: 01091776061