أشارت الصفحة الرسمية للنائبة ألفت المزلاوي على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى: #مع_الناس
نظرة من زاوية أخرى.. صراع الشجاعة والخوف في قصة رئيس القطار وحرامي الموبايل.
ــــــــــٌـــــــــ
#أولًا: شجاعة رجل في وجه احتمالات مخيفة!
تخيّل لو أن رئيس القطار آثر الصمت أمام الشاب المستهتر “أبو شورت قصير وملاية سرير وستارة”، هل كان يحق لأحد أن يلومه؟ الجواب: لا.

فالخوف من أن تعبث السوشيال ميديا بالقصة وتحوّلها رأسًا على عقب أمر وارد؛ -حدث في بداية الأمر- والخشية من أن يكون الشاب واحدًا من “صبيان الصفحات الفيك” الذين لا يتورعون عن التشهير والتجريح أمر ممكن، ثم ماذا لو كان الشاب يحمل سلاحًا أو واقعًا تحت تأثير المخدرات؟! من يضرب أبوه وأمه في بيته، لن يتردد في طعن كمسري أو رئيس قطار في عمله!.

كل هذه الاعتبارات كانت كافية لتجعله ينسحب بصمت؛ لكن الرجل لم ينسحب.. لم يهرب.. بل واجه، وقف أمام رعونة شاب “مترباش”، مزّق ملايته وقطّع ستارته، ورد عليه كلمة بكلمة، متجاهلًا كل ما كان يمكن أن يحدث؛ هنا تتجلى البطولة، رجل يؤدي عمله بكرامة، رغم أن الأثمان قد تكون باهظة، ورغم أن الوطن كثيرًا ما يترك الشجعان وحدهم.

#ثانيًا: خوف الناس بين اللوم والعذر:
ثم نأتي إلى مشهد آخر.. مشهد “حرامي الموبايل”.
حين أشهر سيفه من بنطاله، تغير الموقف، المارة الذين كانوا على وشك الإمساك به، صاروا فجأة يعاونونه ليُصلح الموتوسيكل ويمضي! انهالت الانتقادات، “إيه الجُبن ده؟ إيه الهزيمة دي؟”

لكن لحظة.. تخيّل لو أنك كنت في مكانهم، ورأيت سنجة لامعة في يد مجرم مرتبك، ماذا ستفعل؟
لو هجموا عليه، كان سيجرح ثلاثة أو أربعة قبل أن يُمسكوا به، وربما أزهق روحًا في لحظة واحدة؛ الخوف هنا ليس جُبنًا.. الخوف فطرة، وكل واحد من هؤلاء وراؤه بيت وأبناء ينتظرونه.

فلا تلموا الناس.. بل اعذروهم. لأنك لو كنت مكانهم، لربما فعلت الشيء نفسه!

#ثالثًا: أصل الداء في المنظومة لا في الأفراد:
البطولة الفردية تُلهم، لكنها لا تكفي، المواطن البسيط ليس مطالبًا أن يواجه الموت بيديه العاريتين.. المطلوب منظومة:
• شرطة حاضرة في الشوارع.
• دوريات ونجدة لا تغيب.
• إعلان عقوبات رادعة تُنفّذ وتُذاع ليكون المجرم عبرة لا “ترند”.
• قوانين ثقيله رادعة لا تترك الموظف الشريف يواجه المنفلت وحده.
• معالجة حقيقية للإدمان وإصلاح للتربية، فهي الجذور التي يخرج منها الخطر.

#ملخص_الكلام:
إنها ليست حكاية شاب بـ”ملاية”، ولا قصة لص بسنجة وسيف، بل مرآة تكشف شيئًا أكبر: أن الشجاعة الفردية لا تحمي وطنًا، وأن الخوف الجماعي ليس عيبًا، بل نتيجة فراغ منظومة.

فلتُصلحوا المنظومة قبل أن تطلبوا من الناس مواجهة المخاطر وحدهم، وليكن القانون هو السيف الذي يواجه المنفلتين.. لا أن يظل المواطن رهينة سنجة في يد مجرم يتنقل بدراجته في كل مكان في مصر.
ـــــــــــــــــــــــ
د. ألفت المزلاوي – عضو مجلس النواب
حزب الشعب الجمهوري – مصر



Source