قال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير نبيل فهمي، إن الأزمة في غزة دخلت مرحلة حرجة للغاية، مؤكدًا أن إسرائيل باتت تمارس “تصلبًا غير مسبوق في مواقفها، متجاهلةً كل القوانين الدولية والإنسانية، والنداءات المتكررة للتعامل مع الوضع في القطاع بقدر من الإنسانية”.
أكد فهمي في تصريح خاص لـ”اليوم السابع”، على هامش مشاركة السفير نبيل فهمي في منتدى قطر الاقتصادي، المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 20 إلى 22 مايو الجاري، أن عدداً من وزراء خارجية الدول الغربية أعربوا عن قلقهم البالغ من استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، مشيرين إلى احتمالية فرض عقوبات قد تشمل قطاعات صناعية، في حال استمرار الانتهاكات.
وفي تعليقه على زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، أوضح فهمي أن الزيارة كانت إيجابية شكليًا، لكنها تزامنت مع استئناف إسرائيل لاعتداءاتها على المخيمات الفلسطينية، مما يعكس تناقضًا بين التحركات السياسية والتطورات الميدانية على الأرض.
وفي سياق متصل، كشف فهمي أن حركة حماس سلمت الجندي الإسرائيلي ألكسندر إلى الولايات المتحدة وليس إلى إسرائيل، في خطوة وصفها بأنها “رسالة سياسية بالغة الأهمية”.
وقال: “حماس اختارت أن تسلّم الجندي عبدان الكسندر لأمريكا وليس لإسرائيل، ما يشير إلى أنها ترى في واشنطن طرفًا أكثر تأثيرًا أو قابلية للتفاوض”.
وأضاف “هذه الخطوة تضع الإدارة الأمريكية أمام مسؤولية واضحة وإن كانت حماس قد تجاوبت مع واشنطن، فعلى الأخيرة أن ترد بالمثل، إن أرادت الحفاظ على مصداقيتها كطرف رئيسي في أي تسوية مستقبلية”، موضحا أن هذه الخطوة الان يجعل من الضروري أن تتعامل واشنطن بجدية ومسؤولية.
وحول القمة العربية الأخيرة، قال فهمي إن الكلمة التي ألقاها الرئيس العربي كانت “قوية وواضحة ومباشرة”، رغم أن القمة لم تشهد حضورًا عربيًا موسعًا على النحو المطلوب.
وأوضح أن مصر وقطر تبذلان جهودًا مشتركة للوصول إلى خطوة أولى تشمل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والتمهيد لحل شامل للنزاع.
وفي ما يتعلق بمواقف المجتمع الدولي، قال فهمي إن الاتحاد الأوروبي بدأ فعليًا بإعادة النظر في اتفاقات التعاون مع إسرائيل، داعيًا إلى أن تتخذ الدول العربية خطوات مشابهة، لأن “التجاوزات الإسرائيلية بلغت حداً غير مقبول، ولا يمكن لأي نزاع أن يبرر هذا القدر من العنف”.
وتابع: “رغم استمرار الاجتماعات بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، إلا أن النوايا الصادقة غير متوفرة. إسرائيل تراجعت عن عدد من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بجهد مصري–قطري–أمريكي، وتصر على ربط أي تهدئة فقط بملف تبادل الأسرى، دون الالتزام بوقف الحرب بشكل شامل”.
Source link
تم رصد هذا الخبر من اليوم السابع